top of page

ضائعون؟ ضياع؟ تائهون؟ تيه! تيه

هذه المرادفات التي جادت بها حصيلتي اللغوية لكلمة " Lost".

في هذه اللحظة تلاحقني فكرة و أهرب منها. لا أريد أن ألصق بالمسلسل وصفاً على غرار "عظيم" و"رائع". أولاً، هذه الأوصاف اضمحلَّت قيمتها وسط الزخم المتزايد في الانتاج المرئي. وثانياً، لأن قيمة الوصف تساوي صفر إذا جاء من شخص اطلاعه محدود في هذا الشأن. و عليه، وجب التنويه، سيفسِّر هذا الكثير من ملاحظاتي وتأملاتي حول العمل.


نبدأ.

عمومًا، لست من الذين يقبلون على الأفلام والمسلسات بشهية، بل من الذين يتجرَّعونها كما يتجرَّع الطفل عصير جزر أو طماطم، أحاول التهام أكبر قدر في أقصر وقت. لو قمنا بتصنيف المشاهدين على مقياس من ١ إلى ١٠، باعتبار ١ الأسوأ، بلا شك أنا تصنيفي بالسالب. مشاهد من الصنف الرديئ، في الحقيقة أنا لا أشاهد، أنا أسمع فقط. أدير التلفاز لأجل الضوضاء البيضاء بينما أنجز أعمال أخرى. قراءة وكتابة وعمليات تحليل. ولذلك دائما أركن لأعمال شاهدتها مسبقاً، أكررها لأن الألفة التي في أصوات الممثلين والنصوص لا تلفت انتباهي لكن تمنحني شعور بالمتعة. أحياناً أشاهد أعمال جديدة وأعكف على المسلسل ساعات متواصلة، و أقوم بفعل مشين أيضاً: أتجاوز المشاهد التي لا تستهويني. قلت لكم، مشاهد من النوع الأبوكلبي.


بدأت بمتابعة هذا العمل المعقَّد وعكفت عليه كما تجري العادة، و أشهد له بالفرادة في الفكرة. طيلة الحلقات وأنا مصابة بالتوتر، كم كان بارعاً الكاتب في تناول موضوع الإيمان، وفي استدراج المشاهد من أقصى التصديق إلى أقصى الإنكار، و استفزاز معتقداته عن غاية وجودنا. دعوة مفتوحة للشك إلى مرابط يقينك.


لم يكن استخلاص هذا سهلاً، اختزال ٦ مواسم متخمة بالحوارات والأحداث في سطور قليلة شيء مستحيل. لكن شخصياً هذا أكثر ما لفتني. يعيب العمل شيئين:

الأول: تأرجحه على الخط الزمني، حيث تخلل الحدث الرئيسي استعراض أحداث من الماضي و الحاضر و الزمن الموازي. والثاني: طوله وتفرُّعه. أعتقد كان سيكفي المسلسل ٤ مواسم بحد أقصى.

جون لوك جسد شخصية المؤمن الساذج بشكل رائع، أعتقد جاك هو المعني بالضياع، أكثر شخص ظل حائراً حتى النهاية. بن، مدرسة في الخبث، أحب أنه لم يفتأ يفاجئني.


وبس والله.

Comments

Couldn’t Load Comments
It looks like there was a technical problem. Try reconnecting or refreshing the page.
bottom of page